تطبيقات هرم ماسلو في مجال الإدارة والأعمال
هرم ماسلو هو النموذج الذي يجسد المعنى الحقيقي لفهم رغبات النفس والبحث عن الثغرات الذاتية وإصلاحها، فهو يعتمد على التدريج في احتياجات الإنسان لذلك وصل لهذه الشهرة العالمية.
لكن، كونك رب العمل والمسؤول عن الموظفين، كيف ستتمكن من تجسيد هرم ماسلو في مجال الإدارة والأعمال؟
هذا هو محور مقالنا لليوم على منصة تقني بلس TiqnyPlus، لذلك قم بإعداد كوب النسكافيه وتعال معي للحصول على موظفين أصحاء نفسيًا.
إن الطبيعة الفسيولوجية للإنسان تجعله يشعر دائمًا برغبات داخلية ملحة، والسلوك الطبيعي لأي إنسان هو أن يقوم بتلبية هذه الرغبات ضمن إطار الشرع والعرف.
فمثلًا، لو أنك شعرت بالجوع، يُفسر هذا الشعور نفسيًا بأنه رغبة نفسية وكلما زادت مدة عدم تلبيتها ستزداد الرغبة بشكل أكبر وتبدأ بالتصرف بشكل خارج عن إرادتك كالصراخ.
لذلك، يهتم علم النفس بشكلٍ كبيرٍ بتلبية هذه الرغبات، وهذا ما قام بتوضيحه هرم ماسلو.
ما هو هرم ماسلو؟

هرم ماسلو هو نموذج ذهبي وواقعي للنفس البشرية، حيث يوضح لك أن للإنسان احتياجات أساسية إذا تم تلبيتها سيتمكن بعدها للانتقال للاحتياجات التي تليها.
ويبدأ هرم ماسلو بقاعدة الهرم والتي تضم الاحتياجات الفيسيولوجية، وبعدها احتياجات الأمان ثم الاحتياجات الاجتماعية ثم الحاجة إلى التقدير، وينتهي الهرم بتحقيق الذات.
هذا الهرم لم يأتِ ترتيبه بشكل عشوائي أبدًا، بل بناءًا على الأكثر أهمية ولا يستطيع الإنسان الانتقال من مرحلة إلى التي تليها دون أن يكون قد أكملها بشكل كامل.
اقرأ أيضًا – الدولار الرقمي، سر العملة التي ستقضي على الأموال كما نعرفها!
أهمية هرم ماسلو في مجال الإدارة والأعمال
إن أصحاب الأعمال والشركات يواجهون أحيانًا بعض المشاكل مع الموظفين دون فهم الخلل الرئيسي، لذلك لن يصلوا لحل هذه الخلافات.
لذلك، يجدر بأصحاب الأعمال فهم الطبيعية البشرية للموظفين والخلل الذي يمنعهم من التقدم والتطور لذلك سأقدم شرحًا وافيًا عن علاقة هرم ماسلو في مجال الإدارة والأعمال.
اقرأ أيضًا – ما المقصود بمصطلح تطوير الأعمال؟ وكيف تضع استراتيجية للنجاح به
دور الاحتياجات الفسيولوجية في هرم ماسلو في مجال الإدارة والأعمال الإدارة والعمل

إن الإنسان الذي لا يكفيه راتبه الشهري ويفكر دائمًا بالطعام وأساسيات الحياة، هل تعتقد أنه مؤهل لتقديم عمل مميز ومُرضٍ، أو حتى العمل ضمن الشكل المطلوب؟
يحتاج الإنسان بشكل رئيسي للشعور بالاكتفاء ليتمكن من إتمام عمله والإبداع فيه.
دع هذه النصيحة في ذهنك دائمًا، إن لم تعطِ الموظف فوق حقه لن يعطيك حقك في العمل.
يوضح هرم ماسلو لنا أن الاحتياجات الفسيولوجية هي أساس الحياة وهي نقطة البداية للإنسان، فهي تتضمن الطعام والشراب بالصورة الأولى والنوم والراحة أيضًا.
لا يمكن للموظف أن يتم عمله دون وجود وقت مخصص للراحة وتناول وجبة خفيفة أو شرب كوب من القهوة لمعاودة النشاط.
وأيضًا لا يمكنه تقديم عمل مقبول دون أن يكون قد حصل على قسط كافٍ من الراحة والنوم ليلًا حتى يكون جسمه صحيًا وسليمًا.
لا يمكنك أبدًا أن تلوم الموظف على كثرة تثائبه في العمل وهو يعمل بدوام مسائي بعد العمل لتأمين الاحتياجات الأساسية نظرًا لكون الراتب قليلًا جدًا.
الاحتياجات الفسيولوجية إذا تم تحقيقها سينعم الموظف براحة بال وتفريغ من الضغط وبالتالي سيتمكن من تقديم عمل مقبول لك يحقق أهداف الشركة.
اقرأ أيضًا – كيف تعمل منصات التجارة الإلكترونية؟ وكيف أبدأ العمل فيها؟
الأمان والسلامة في هرم ماسلو في مجال الإدارة والأعمال
يخبرنا هرم ماسلو أن الإنسان عندما يؤمن كافة احتياجاته الفسيولوجية، ينتقل بعدها لتأمين احتياجات الأمان والسلامة والتي تعتبر المرحلة الثانية في هرم ماسلو.
يحتاج الإنسان بشكلٍ دائمٍ للشعور بأن كل الأمور على ما يرام، وأن المخاطر والمخاوف بعيدة بشكل كامل عن محيطه حتى يتمكن من العيش بطمأنينة والتي يستطيع من خلالها العيش بسلام وراحة بال.
لذا، اخلق ضمن مؤسستك بيئة آمنة ومستقرة للموظفين، حتى يتمكنوا من القيام بأعمالهم على أكمل وجه.
حيث يحتاج الموظف للشعور بأنه غير قابل للاستبدال بأي لحظة لأن هذه الفكرة بحد ذاتها تخفض من مستوى أدائه كونه انشغل جزء كبير من دماغه بالتفكير في إمكانية استبداله وبحثه عن حلول دائمة لتفادي هذا الأمر.
قم بإحساس كل موظف بأنه في بيته الثاني من حيث التعامل معه برقي وتفهم ظروفه وتقصيره، فصحيح أن الشخصية القيادية تتطلب منك بعض الشدة والحزم.
ولكن، لا تكن مصدرًا للخوف للموظفين، لأن هرم ماسلو يخبرك بأن العامل النفسي المتعلق بالأمان هو مهم جدًا لتطوير مستوى الموظفين وأعمالهم.
يمكنك استخدام المكافآت والمحفزات للموظفين حتى تتمكن من خلق بعض الود والإلفة لهم، وبالتالي زيادة مساحة الأمان ضمن مقر العمل.
دور احتياجات الحب والانتماء في هرم ماسلو في مجال الإدارة والعمل

هناك حاجة نفسية يطلبها كل إنسان وهي الشعور بالانتماء، حيث لا يمكنك التواجد في مكان لا تألفه ولا تستلطفه، فشعور أنك لا تنتمي لهذا المكان قد يدفعك للمغادرة مهما كان وجودك مهمًا.
لا يمكن للإنسان الانتقال لحاجة الحب والانتماء دون تأمين الحاجات الفسيولوجية أولًا ثم حاجة الأمان، فالموظف الجائع والذي يحتاج للمال بشكل شديد لن يفكر بالأمان ولا في الحب والانتماء.
وبذات الوقت لن يستطيع الموظف الذي يشعر بعد الأمان في مكان العمل بالبحث عن الحب والانتماء في هذا المكان، لذلك اعتبر ماسلو أن الحب هو المرتبة الثالثة من احتياجات الإنسان.
يحتاج الموظفون للشعور بأن هذه المؤسسة هي مؤسستهم وأنهم مسؤولون عنها بشكل كبير، وإخبارهم أن نجاح الشركة يعني نجاحهم، وتقديم حوافز وترقيات لهم وفشلها يعني فشلهم.
يحتاج الإنسان للحب ليشعر بنكهة الحياة والحب في العمل والإدارة يعني التفاهم والتعاون وتفهم ظروف الموظفين والتعامل معهم برقي لا بفوقية ونرجسية والتعالي عليهم.
فلو كنت مدققًا في المقال للاحظت أن إتقان عمل الموظفين وحسن أدائهم يبدأ أولًا من حسن تعاملك معهم والاهتمام بهم، وهذا الكلام ليس برأيٍ شخصي، بل هذا ما اخبرنا به هرم ماسلو.
اقرأ أيضًا – دليل الإدارة المالية الشخصية: أهم 7 نصائح لإدارة الأموال بنجاح
لماذا يجب الاهتمام بالحاجة للتقديم في مجال الإدارة والأعمال؟
إن الشخص لو قام بنقل جبل من مكانٍ إلى آخر وقال لهم أحدهم سلمت يداك، لابتسم وانزاح عنه التعب.
إن لكلمات التقدير أثرًا كبيرًا على النفس البشرية، لذلك اعتبرت حاجة نفسية في هرم ماسلو.
صحيح أنها المرحلة الرابعة ولكنها مرحلة مهمة جدًا للمتابعة للوصول إلى تحقيق الذات.
قَدِّر العمل الذي يقدمه الموظفون مهما كان، ولا تبدأ بتقديم الملاحظات والتوجيهات قبل أن تشكره على عمله وتقدر له مجهوده والساعات التي بذلها في هذا العمل.
لذلك، تعلَّم أن التقدير يسبق النقد والتصحيح، لأنك لو قلت للموظف عمل رائع وتعبك واضح فيه وقد بذلت جهدك وأنا أشهد بذلك لك، ثم بدأت بتعديد الملاحظات، لتقَبَّل الموظف منك كل الملاحظات وقام بتعديلها وهو يبتسم، لأنه حقق احتياج التقدير، لذلك سينعم براحة نفسية كبيرة.
ما أهمية تحقيق الذات في هرم ماسلو في مجال الإدارة والأعمال؟

إن نجاح شركتك هو ناتج بالمرحلة الأولى عن نجاح موظفيك، فإن كنت تبحث عن تحقيق ذات الشركة، فافسح المجال للموظفين لتحقيق ذاتهم أولًا.
حيث يحتاج الإنسان لتحقيق ذاته وإثبات قدراته، فهذا الأمر هو احتياج نفسي كما ذكر هرم ماسلو.
لذلك، في حال قام الإنسان بتلبية كافة الاحتياجات السابقة سيبحث عمّا يُلبّي له شعور تحقيق الذات، فبمجرد أن يشعر به سينعم بالراحة المطلقة وسيقدم لك عملًا فوق توقعاتك.
افسح المجال للموظفين لتقديم اقتراحاتهم وترك طابعهم الشخصي في أعمالهم.
لذلك، لا تجعل للعمل قيود وحدود متينة يصعب تجاوزها فيشعر الموظف أنه محدود القدرات ولا قدرةً له لتحقيق ذاته فيبحث عن مكانٍ آخرٍ لتحقيقها.
كما أن حصول الموظف على ترقيات تشعره بأنه يمتلك فرصة جديدة لتحقيق ذاته بشكل أوسع.
إن الشركات الناجحة هي التي تراعي احتياجات موظفيها وتتفهمها وتُدرك تمامًا وجود اختلاف كبير بين احتياج كل موظف والآخر، وتسعى لتحقيق نجاح شركتها من خلال نجاح موظفيها.
حيث إن حاجة الإنسان ليست بشيءٍ ثابت، لذلك يجب مراعاة هذا الأمر أيضًا.
فبمجرد أن يكون الإنسان متعبًا وبحاجة للراحة والنوم قد ينتقل من القمة إلى القاعدة، أي من تحقيق الذات إلى الاحتياجات الفيسيولوجية، لذلك على الشركة أن تراعي هذا الأمر أيضًا.
ولا تطلب من موظف أن يحقق ذاته ويسعى لتطويرها ضمن شركتك وهو هدفه الأساسي الحصول على المال لتأمين الحاجات اليومية.
فقد أخبرنا هرم ماسلو أن هذا التسلسل لا يمكن تجاوزه من القاعدة للقمة بسهولة، ولكن يمكن بلمح الضوء أن ينتقل الإنسان من القمة للقاعدة.
اقرأ أيضًا – ما هو غسيل الأموال؟ وكيف يعمل؟
إن أهمية هرم ماسلو في مجال الإدارة والأعمال كبيرة جدًا وواسعة ويطول الشرح عنها، وقد كان مقال اليوم تنبيه لكل صاحب شركة عن أهمية مراعاة الجانب النفسي للموظفين وأهمية فهم بنود هرم ماسلو وتأثيرها على أداء الموظف.