اقتصاد وأعمال

ما المقصود بمصطلح تطوير الأعمال؟ وكيف تضع استراتيجية للنجاح به

تطوير الأعمال مصطلح ليس بالجديد على سوق العمل، ولكن مع انتشار التسويق ومحسن المبيعات، أصبح هذا المصطلح بعيدًا عن المسامع بعض الشيء.

ولكن، بالنسبة للشركات الناشئة فهي مهتمة جدًا بهذا الجانب، ولا بد من وجود قسم خاص بكل شركة يسمى تطوير الأعمال، فإن كنت مهتمًا بهذا المجال فهذا المقال مخصص لك.

ما هو تطوير الأعمال؟

ما المقصود بمصطلح تطوير الأعمال؟ وكيف تضع استراتيجية للنجاح به

إن كل قسم في الشركة يجب أن يكون عمله قائمًا على تطوير الشركة وتحقيق المزيد من المبيعات والحصول على عملاء جدد مع المحافظة على العملاء الحاليين.

ولكن، القسم الخاص الذي تعتبر هذه الأمور من مهامه الأساسية لا من أهدافه هو قسم تطوير الأعمال.

فلا يستطيع أن ينجح المسوق في عمله مهما تفوق بدون وجود خطة واضحة يسير عليها تم وضعها من قبل قسم تطوير الأعمال.

إن المنافسة بين الشركات دائمًا ما تكون في تطور مستمر، وبالتالي أصبح نجاح الشركة أصعب من ذي قب.

ومهما كانت الخطة التسويقية مدروسة، لا بد من الاطلاع على أعمال المنافسين بشكل مستمر، وملاحظة سلبياتهم قبل إيجابياتهم من أجل تفاديها وتجاوزها، وكل ما قد تم ذكره هو من مهام قسم تطوير الأعمال.

اقرأ أيضًا – كيف تعمل منصات التجارة الإلكترونية؟ وكيف أبدأ العمل فيها؟

استراتيجيات تطوير الأعمال

استراتيجيات تطوير الأعمال

لا يمكن أن نضع خطوات ثابتة يسير عليها كل مطور أعمال في شركةٍ ما، لأن الاستراتيجيات تختلف باختلاف الأهداف القريبة والأهداف البعيدة.

ولكن، يمكننا تحديد بعض الأهداف الثابتة لكل شركة ووضع استراتيجيات واضحة للوصول إلى هذه الأهداف، والتي يمكن أن تتمثل في التالي:

  • تنشيط المبيعات:

 تسعى الشركة بشكلٍ كبيرٍ للتخلص من كساد البضائع والمنتجات.

لذلك، لا بد من وجود خطة واضحة لتطوير عملية المبيعات، وهذه الخطوة عادةً ما تتم بوجود تعاون بين قسم تطوير الأعمال وإدارة المبيعات.

إذ يطلب قسم تطوير الأعمال من قسم إدارة المبيعات تقديم مخططات واضحة لسير عملية المبيعات حتى يتم دراستها ومتابعتها.

ويتم تحديد كل عملية نهوض للمبيعات ومراجعة الحركة التسويقية المسببة لها حتى يتم إعادة استخدامها بهدف تحقيق النتائج ذاتها.

وكلمة تنشيط المبيعات تهدف إلى الحصول على عملاء جدد بطرق تسويقية مشابهة للطرق التي أدت للحصول على العملاء الحاليين، وبذات الوقت تنشيط العملاء الحاليين وتذكرتهم بنجاح تجربتهم التسويقية مع الشركة.

  • العلاقات الاستراتيجية مع الشركات:

 هل تعتقد أن أي شركة ناشئة في أي مجال كانت ستستطيع الوصول إلى النجاح في ظل وجود شركات جبارة قديمة ومشهورة بنفس المجال؟

لا أقول لك أن الأمر مستحيل، خاصةً لو دخلت الشركة بقوة إلى مجال العمل.

ولكن، الذكاء الحقيقي من قسم تطوير الأعمال هو أن يقيم علاقات استراتيجية مع الشركات ذات المصالح المشتركة من أجل تعجيل الوصول إلى الأهداف المرجوة بأسرع الطرق وباستخدام السمعة الجيدة للشركة الشريكة.

ولا يشترط أن تكون العلاقة الاستراتيجية مع الشركة مبنية على اتفاق طويل الأمد وأهداف عديدة، بل ربما هدف مشترك واحد ومدة محدودة.

لذلك، خلال هذه المدة عليك استغلال هذه الشراكة لتحقيق أكبر قدر من أهداف الشركة.

ففي حال كانت هذه الشراكة ناجحة ستحصل على الإيجابيات التالية:

  • تسريع عملية النمو للشركة ومسابقة الزمن بالنجاح والتطور باستغلال سمعة العلامة التجارية للشركة القوية.
  • تجاوز الكثير من مراحل الفشل وتجنب الكثير من الأخطاء من خلال استغلال خبرة الشركة القوية.
  • الحصول على سمعة جيدة بشكل أسرع من المعتاد بناءً على سمعة الشركة القوية.

وفي جميع الأحوال، لا يمكنك التعامل مع كل الشركات على حدة، لأن لكل شركة أسلوبها الخاص في التعامل، وهذه التفاصيل الدقيقة قد تجعلك تكسب شراكة الشركة أو تخسرها.

لذلك، يعتبر من مهام قسم تطوير الأعمال حسن التعامل مع شركات الشراكة واختيار الطرق الملائمة لكل شركة ومحاولة إرضائها، للوصول إلى الأهداف المشتركة.

اقرأ أيضًا – دليل الإدارة المالية الشخصية: أهم 7 نصائح لإدارة الأموال بنجاح

  • اقتحام الأسواق الجديدة:

 إن وجودك في سوق جديد يعني نجاحك في مكانٍ جديد، وبالطبع يعني الحصول على عملاء جدد، والذي سيؤدي بطبيعة الأمر إلى تحقيق مبيعات جديدة.

لكن، هل حقًا يعتبر الأمر سهلًا إلى هذا الحد؟

للإجابة على هذا السؤال يجب أن تكون على علم بأن أي عملية اقتحام لسوق جديد دون وجود خطة مدروسة وواضحة يعني حصول فشل محتوم.

لذلك، يسعى قسم تطوير الأعمال في كل شركة إلى دخول أسواق عمل جديدة وتحقيق توسع كبير في الانتشار، ولكن مع وجود خطة واضحة النتائج.

وعند رغبة الشركة في توسيع نطاق عملائها يجب أن تراعي جانبًا مهمان:

  1. الأول هو الجانب المالي لأن عملية النمو تحتاج إلى مصاريف إضافية قد تكون عبئ على الشركة في الوقت الحالي.
  2. الجانب الثاني هو الجانب القانوني، لأن القوانين التي تسير عليها الأمور في هذه البقعة الجغرافية قد تختلف اختلافًا كبيرًا عن القوانين التي تسير عليها البقعة الجغرافية الجديدة، وبالتالي يجب وضع هذا الأمر في عين الاعتبار لتفادي المشاكل القضائية.

لا يمكن لقسم تطوير الأعمال اختيار الشريحة المستهدفة الجديدة بشكلٍ عشوائي، وخاصةً في بداية نشأة الشركة.

لأنك في بداية الطريق لا تحتاج أشخاص تحدثهم عن أهمية المنتج، بل تحتاج أشخاص يفتقدون منتجك ويحتاجونه بشكل كبير حتى تتمكن من تحقيق الأهداف التي تريدها لذلك من المهم مراعاة هذا الجانب جدًا.

وبشكلٍ عام، يمكنك الدخول إلى أسواق جديدة بطريقتين:

  1. الطريقة الأولى تعتمد على التسوق أي تكبير قاعدة العملاء الحاليين من خلال تكبير دائرة التسويق ضمن ذات البقعة الجغرافية والبقاع المقاربة لها.
  2. الطريقة الثانية هي البحث عن سوق جديد بشكل كامل والبدء بالتوسع به من البداية أي كأنك تعيد خطوات بناء الشركة من المراحل الأولى إن عملية اختيارك لإحدى الخطوتين يكون بناءً على عدة أمور أهمها أماكن تواجد عملائك المحليين وأهدافك المستقبلية، وكل هذه النقاط والتفاصيل من مهمة قسم تطوير الأعمال.
  • تطوير المنتج أو إنشاء منتجات جديدة:

إن استغلال حاجة السوق هو من أشد خطط تطوير الأعمال ذكاءً.

فأحيانًا، لا تكون بحاجة للعثور على عملاء جدد ولا حتى توسيع بقعة الانتشار، وإنما ما تحتاجه هو إضافة بعض التعديلات لمنتجك أو حتى تقديم منتجات جديدة تتماشى مع حاجة السوق.

كما إن عملية تطوير المنتج تعتبر أقل تكلفةً ومجهودًا من إيجاد منتج جديد بشكلٍ كامل.

لذلك، يجب التفكير أولًا بحاجة السوق والمقارنة بين الأمرين لاختيار الأفضل والأنسب منهما، ولا ننسَ أن كلا الأمرين مكلفًا.

لذلك، يجب أن يكون هناك خطة واضحة لتفادي وقوع خسائر غير مرجوة.

اقرأ أيضًا – ما هو غسيل الأموال؟ وكيف يعمل؟

أفضل خطة تطوير الأعمال لشركتك الناشئة

أفضل خطة تطوير الأعمال لشركتك الناشئة

أنت توجهت إلى هذا المقال لتبحث عن خطة ناجحة لتطوير الأعمال لشركتك الناشئة.

وحيث أنني قد أخبرتك من بداية المقال أنه لا يوجد خطة ثابتة تستطيع جميع الشركات السير عليها، لذلك، سأعطيك بعض النقاط المهمة للسير عليها في خطتك، والتي تكون كالتالي:

  • حدد نقاط القوة ونقاط الضعف:

إن أساس نجاح أي شيء في الحياة هو الإلمام بشكلٍ كاملٍ بنقاط القوة ونقاط الضعف، مما يجعل هذه المهمة هي المهمة الأولى لتطوير الأعمال.

وأنصحك للنجاح في هذا الجانب استخدام تحليل سوات، الذي يعتمد على تحليل نقاط القوة وتوضيحها.

مثال على ذلك، هو انتشار اسم علامتك التجارية بين شريحة واسعة من الجمهور، ونقاط الضعف، ومثال عليها هي التكلفة المرتفعة للمنتجات، وبالتالي انخفاض معدل الأرباح.

ويهتم تحليل سوات أيضًا بالفرص القريبة المتاحة، مثل إمكانية توسع علامتك التجارية قريبًا في بقاع عدة.

أما بالنسبة للتهديدات، فمثلًا وجود شركات ناشئة جديدة منافسة لك بشكل كبير من ناحية الجودة والسعر.

  • فهم تطورات السوق:

إن أكثر الشركات الفاشلة تعتمد في عملها على منهجٍ واحد، فلا تسعى لتطويره ولا تعديله.

لذلك، عليك أن تدرك جيدًا ان النجاح يعتمد بالدرجة الأولى على التطور والتقدم ومراقبة سوق العمل لوضع اقتراحات تطويرية واضحة ومدروسة ومن أهم النقاط التي يجب مراعاتها:

  • فهم العملاء:

يهتم قسم تطوير الأعمال بإقامة دراسة شاملة لشخصية العميل، من أجل فهم الاستراتيجيات التي يجب السير عليها، والبحث بشكلٍ موسعٍ عن العميل المثالي للشركة.

وكذلك، فهم ملاحظات العملاء واقتراحاتهم بشكل موسع، والسعي لتأمين احتياجات العميل التي لم يتم تغطيتها بالسوق بعد.

  • دراسة المنافسين:

إن لم تقم شركتك بإجراء دراسة موسعة حول العملية التي يسير وفقها المنافسون، فسيبقَى هناك نقص في خطتهم التسويقية.

لذلك، يجب دراسة منتجات المنافسين وفهمها وتحديد شرائح العملاء المستهدفة لديهم والإجراءات المتبعة للوصول إلى عملاء جدد وكيفية تطوير خطتهم التسويقية.

  • الوضع الاقتصادي:

لا يجب أبدًا التغاضي عن التدهور الاقتصادي المنتشر في البلاد ومدى أثر ذلك على عملك ومنتجاتك.

لذلك، عليك أن تطلب دائمًا من قسم تطوير الأعمال مراقبة الوضع الاقتصادي في البلاد وتحليله بشكلٍ مستمر، وتقديم الاقتراحات لتفادي الوقوع بأي خطر اقتصادي مستقبلًا.

  • مواكبة التطور التكنولوجي:

هل تعتقد بأنك ستحقق نجاحًا ملحوظًا في شركتك دون مواكبة التطور التكنولوجي المستمر، حيث لم تعد إعلانات الطرقات والجرائد وحتى التلفاز هي محط اهتمام الشركات اليوم.

بل تبحث الشركات اليوم عن إعلانات غوغل لتحقيق انتشارًا واسعًا من خلالها.

ومواكبة التطور لا تنحصر على الإعلانات وحسب، بل إن كتابة المحتوى الذي يخدم شركتك ويوضح أهمية المنتجات ومدى حاجة العميل المحتمل لها هو صورة من صور مواكبة التطور.

والأمر ذاته بالنسبة للتسويق عبر السوشيال ميديا، لأن السوشيال ميديا اليوم هي مسارك الصحيح للحصول على أكبر شريحة ممكنة من العملاء.

اقرأ أيضًا – كيفية إرسال واتساب بدون حفظ الرقم بأكثر من طريقة

ما هي مهارات مدير تطوير الأعمال؟

ما هي مهارات مدير تطوير الأعمال؟

إن كنت وجدت نفسك مناسبًا لتقدم لفرصة مدير تطوير الأعمال في شركةٍ ما، فيجب أن تضع في حسبانك أنك تحتاج لبعض المهارات الأساسية حتى تنجح في هذا المجال ومن أهم هذه المهارات، التالي:

  • امتلاك شخصية قوية وصارمة قادرة على حل المشكلات المتوقعة خلال تنفيذ خطة العمل.
  • امتلاك أسلوب تسويقي محترم يسمح لك بالتواصل مع الشركات الكبرى.
  • امتلاك أسلوب إقناعي صادق ليتمكن من إقناع الشركات بأمر الشراكة.
  • تحليل كل حدث وكل اقتراح وكل رأي لبناء تصور واضح عن المستقبل المهني للشركة.
  • ذكاء مهني يتيح لك الحصول على الفرصة قبل الجميع.
  • امتلاك عقل منفتح لمواكبة التطور والتمكن من بناء استراتيجية قوية وفعالة لتطوير الأعمال.
  • امتلاك صفة الصبر التي تساعدك على فهم أن النتائج والنجاحات تحتاج وقتًا كافيًا كي تصل إليك، مع التزامك بالخطة الموجودة.

إن مسؤولية تطوير الأعمال في الشركة أمرًا لا يستهانُ به أبدًا، فهو يحتاج منك للكثير من التخطيط والتفكير والإلمام بجميع العوامل الخارجية التي قد تكون عائقًا في طريق وصولك أو مسهلًا لك.

اقرأ أيضًا – ما هو الـ Virtual Private Network) VPN)؟ وطريقة عمله

لقد وصلنا لنهاية مقالنا اليوم، وقدمنا جوابًا كافيًا لتساؤلك (ما المقصود بمصطلح تطوير الأعمال؟).

ووضحنا لك الاستراتيجيات التي يجب عليك السير عليها، ووضعنا لك خطة واضحة تساعدك في تطوير الأعمال لشركتك، وأخيرًا قدمنا لك صفات مطور الأعمال المناسب لشركتك.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى