ما هو مؤشر الأداء الرئيسي (KPI)؟ key performance indicator
دائمًا ما تسعى الشركات إلى تحديد مستواها وجودة عملها في كافة أقسامها، فالشركات الكبرى العالمية تتابع أداءها بانتظام، وتعرف مدى جودة منتجاتها أو الخدمات التي توفرها لعملائها، وهذا يعد من أهم أسباب النجاح لديها.
وتعتمد الشركات عادةً على أساليب متنوعة لتقيس أداءها العام، فذلك يساعدها في تحديد مدى نجاحها في تحقيق أهدافها، ومعرفة نقاط القوة والضعف فيها، إضافةً إلى اتخاذ الحلول المناسبة لأي مشكلة قد تواجهها.
ومن أبرز الأدوات المستخدمة في قياس أداء الشركات هو مؤشر الأداء الرئيسي KPI.
ولكن، ما هو مؤشر الأداء الرئيسي (KPI)؟ وما أهميته لدى الشركات؟
كل ذلك سنتعرف عليه في مقالنا اليوم على منصة تقني بلس Tiqny Plus، فتابع معنا.
ما هو مؤشر الأداء الرئيسي (KPI)؟

key performance indicator هو أداة تستخدم لقياس أداء الشركات ومدى تحقيقها لأهدافها، وتعطي هذه الأداة قياس الأداء على شكل قيم تساعد الشركات في معرفة مدى وصولها إلى تحقيق ما تريده.
ويتم توظيف مؤشر الأداء الرئيسي بقياس النتائج المهمة في الشركة، ويفيد قياس هذه النتائج في معرفة ما توصلت إليه الشركة عبر أعمالها، أتمكت من أن تحرز تقدمًا أم أنها ما زالت مكانها دون تطور؟! أو أن أداءها يتراجع نحو الوراء؟
كل هذه النتائج مهما كانت، ضرورية لتعرف الشركة تقييم أداءها، إما لتحل المشاكل التي سبب انخفاضه، أو لتكتشف نقاط القوة التي أدت إلى تطورات، أو أنها تحتاج إلى المزيد من التحسين.
ولا تتمحور مؤشرات القياس الرئيسية (KPI) حول نتيجة لجزء واحد من الشركة، بل من الممكن قياس نسبة المبيعات داخلها، ومدى زيادة أو نقصان الولاء للعلامة التجارية الخاصة بها، وقياس مدى رضا العملاء عن المنتجات وعن الشركة ككل.
بل وحتى قياس مدى رضا الموظفين الذين يعملون داخلها، فأي جزء تهتم به الشركة بشكل خاص، يمكنها قياس أدائها به، ومعرفة آخر التطورات في كل فترة زمنية تحددها.
اقرأ أيضًا – ما المقصود بمصطلح تطوير الأعمال؟ وكيف تضع استراتيجية للنجاح به
لماذا تعد مؤشرات القياس الرئيسة مهمة؟

عندما تقرر العمل على مشروع ما سواءً كان تجاريًا أو صناعيًا أو غيره، بل وحتى في أي أمر تريد تحقيقه على المدى الطويل، فإن لم يكن هناك ما يساعدك في معرفة مستوى أدائك وتغيراته من فترة لأخرى، فغالبًا ما ستواجه الفشل.
فلو أخذنا مثالًا بسيطًا، ولنفترض أنك تمتلك منتجات وتروجها لعملائك، وفي إحدى الأشهر كان عدد المنتجات التي بعتها تساوي 2000 منتجًا، وفي الشهر الذي يليه كان العدد 1500 منتجًا، نلاحظ هنا أن عدد المبيعات قد انخفض خلال شهر.
وهنا، تكون قد تراجعت نسبة مبيعاتك حوالي 25%، وهذا يشير إلى وجود مشكلة ما يجب حلها لتحقيق النسبة المرادة.
وإن كنت لا تعلم هذا الانخفاض، فمشرعك بدأ يواجه الخطر دون أن تدري. وهذا ما تساعدك به مؤشرات الأداء الرئيسية(KIP)، فهي تعطيك مدى تقدم مشروعك أو تراجعه.
ولا ينحصر استخدام مؤشرات الأداء الرئيسية على رواد الأعمال أو قادة الشركات وحسب.
بل من الأفضل أن يتم الاعتماد عليها من قبل الموظفين في فريق العمل، فهم بحاجة أيضًا إلى معرفة ما وصلوا إليه في عملهم، وهل يحتاجون إلى تطوير أعمالهم عبر معرفة تقييم ما وصلوا إليه.
اقرأ أيضًا – دليلك الشامل نحو التسويق الفيروسي وتأثيره النوعي على علامتك التجارية ونسبة مبيعاتك
ما هي أنواع مؤشرات الأداء الرئيسية key performance indicator؟

هناك العديد من أنواع مؤشرات الأداء الرئيسية، ولكن لا يمكنك استخدام جميع هذه الأنواع في قائمة واحدة لقياس أداء عملك.
بل ستركز على نوعٍ مرتبط بنوع هدفك، فلو كنت تسعى إلى زيادة رضا الموظفين والعملاء، فهناك نوع خاص بمؤشرات الأداء لتلبية طلبك.
وفيما يلي الأنواع الرئيسية من KPI:
مؤشرات القياس الكمية
يعطي هذا النوع نتائج رقمية تقيس بعض جوانب عملك، وقد يظن البعض أن هذا النوع خاص بقياس الجوانب المالية مثل قيمة عمر العميل، أو عدد مبيعاتك لفترة محددة.
ولكن، هذا النوع يساعدك في قياس جوانب أخرى يمكن تقييمها كأرقام، مثل معرفة تقييم أرقام التسويق الخاصة بك كمعدل فتح البريد الإلكتروني، ومعدل النقر للوصول.
مؤشرات القياس KPI للمدخلات والمخرجات
مؤشرات KPI للمدخلات تساعدك في معرفة كيفية استخدام الموارد التي لديك والاستفادة منها على أكمل وجه لتتمكن من تحقيق أهدافك بنجاح.
وتشمل هذه المواردن ميزانيتك، والأدوات والمعدات التي تقوم باستخدامها وكذلك كفاءة فريق العمل الخاص بشركتك.
أما بالنسبة لمؤشرات KPI للمخرجات، فلايجب أن نغفل هذا النوع من أنواع مؤشرات قياس الأداء، خاصةً وأنه يعد جزء مكمل لمؤشرات المدخلات الخاصة بأداء عملك.
حيث يساعد هذا النوع من المؤشرات في تتبع النتائج التي تنشأ نتيجة لتأثير المدخلات.
مثال على ذلك، خفض وقت انتظار عملائك نتيجة لتعيين موظفين جدد في خدمة العملاء بعد أن قمت بتحليل أداء المدخلات.
مؤشرات القياس النوعية
تعطي مؤشرات القياس النوعية نتائج غير مرتبطة بأرقام، كاستطلاعات الرأي والتقييمات مثلًا.
فإن كنت تريد تقييم رضا الموظفين بشركتك أو تقييم رضا العملاء، فإن مؤشر القياس النوعي هو الأنسب لخطتك هذه.
ويعتمد هذا النوع على رأي الأفراد سواءً كانوا موظفين لديك أو عملاء لشركتك.
مؤشرات الأداء الإرشادية
يساعد هذا النوع من مؤشرات الأداء الرئيسية على وضع تنبؤات مستقبلية، وتعتمد في عملها على نتائج ملموسة.
فمثلًا لو كانت نتيجة تقييم رضا العملاء لديك منخفضة، فمن المرجح أن تقل أعدادهم في المستقبل في حال لم تجد حلولًا تشعرهم بالرضا من جديد.
مؤشرات قياس الأداء الاتجاهية
لتوضيح هذا النوع من أنواع المؤشرات، يمكننا أن نفترض أنك تتبع نظام مبيعات شهرية، والذي يعتبر فيه عدد المبيعات هو بمثابة مؤشر السرعة.
أما بالنسبة لزيادة أو نقصان هذه المبيعات، فهذا يمثل مؤشر التسارع، وكلامها يشكلا المؤثر الاتجاهي.
وبالتالي، عندما تقوم بدراسة هذا النوع من مؤشرات الأداء فستتمكن من فحص الاتجاهات في أداء نشاطك التجاري ومقارنته بأداء الآخرين في نفس المجال.
مؤشرات الأداء المتراجعة
يعمل مؤشر الأداء المتراجع على مراقبة أدائك في جانب ما، بحيث يعطيك نتائج تستطيع بها تحليل أدائك إن كان متراجعًا أو متقدمًا.
حيث يوفر لك الاتجاهات الأنسب التي يمكنك اتباعها لتحسين أداء عملك.
اقرأ أيضًا – دليلك لـ فهم الاقتصاد: كيف ولماذا نقسم الاقتصاد
ما هي مقاييس مؤشرات الأداء الرئيسية؟

إن أداة مؤشر القياس الرئيسي (KPI) ليست أداة سحرية تعطيك تحليل أدائك بسرعة دون أن تعطيها أي مدخلات أو بيانات عن عمل الشركة.
وعلى الرغم من أن قادة الشركات مسؤولون دائمًا على تتبع الأداء وتحليله وتتبع جميع أقسام الإدارات لمراقبة سير العمل والكثير من المسؤوليات الأخرى، إلا إن ذلك لا يمكن أن يكون تامًا دون متابعة مؤشرات الأداء الرئيسية.
حيث تساعد هذه الأداة في تحديد فيما إذا كانت الشركة تحقق أهدافها. وفيما يلي بعض مقاييس مؤشرات الأداء الرئيسية التي تستخدمها الشركات أكثر من غيرها:
صافي نقاط المروج (NPS)
هو أحد المقاييس التي تحدد نسبة رضا الموظفين في شركتك، حيث تمنح الشركات موظفيها عادةً فرصة لتقييم رضاهم بها، والتقييم يكون من 0 إلى 10، ويتم تقسيم تقييم الموظفين وفقًا لتقييمهم كالتالي:
المروجون: يتم تسمة الموظف بالمروج في حال كان راضٍ عن الشركة بشكل تام، حيث تضم هذه الفئة الموظفين الذين قيموا الشركة بتقييم 9 و 10، وهؤلاء الموظفون يمتلكون ولاءً كافيًا للترويج عن الشركة لمعارفهم وعائلاتهم وأصدقائهم.
السلبيون: هي فئة من الموظفين الذين يمتلكون رضا نحو الشركة، ولكنهم دائمًا ما يبحثون عن الأفضل.
بحيث أنهم سينتقلون إلى مكان عمل جديد غير شركتك إن وجدوا الأفضل، ويتم ضم كل الموظفين الذين قيموار رضاهم عن الشركة بتقييم 7 أو 8.
المنتقدون: هؤلاء هم الموظفون الذين يقيموا شركتك بأقل من الفئتين السابقتين، وغالبًا ما يكونون سلبيين ولا يدافعون عن شركتك، ولا حتى أنهم يمتلكون الولاء لها.
اقرأ أيضًا – تطبيقات هرم ماسلو في مجال الإدارة والأعمال
الفرق بين مؤشرات KPI وOKR
يعتبر هناك ارتباط وثيق بين مؤشرات الأداء KPI ونتائج OKR، وعلى الرغم من ذلك، إلا أنها لا تمثل نفس المفهوم.
حيث تشكل KPI المؤشرات الرئيسية بمعايير فردية لتقييم أداء الشركة، بينما OKR تمثل الإطار الاستراتيجي لأنشطتها.
والذي يجب أن ننتبه له ودركه بشكلٍ واضح، هو أن مؤشرات KPI تشكل أهمية بالنسبة إلى نظام OKR، على الرغم من أنها هي OKR الأهداف الرئيسية والتي توضح الغرض من مؤشرات الأداء لدى شركة.
كيفية إنشاء وتحديد KPI

بعد أن تعرفنا على ما هو مؤشر الأداء الرئيسي (KPI) وأنواعه وأهميته، حان الوقت لننتبه إلى أهم الإرشادات التي من شأنها تحسين نتائج مؤشرات الأداء.
وتتمثل تلك الإرشادات والنصائح، في التالي:
- قم بتحديد الهدف من إنشائك النشاط التجاري.
- حدد المعيار الرئيسي الذي تريد تحديد قياس أدائه.
- استفيد من النتائج التي ستحصل عليها من مؤشرات KPI في تحسين نشاطك التجاري.
- احصل على تحديثات شهرية لنتائج المؤشرات لتتمكن من تحسين أداء شركاتك بشكل مستمر.
اقرأ أيضًا – دليل الإدارة المالية الشخصية: أهم 7 نصائح لإدارة الأموال بنجاح
في الختام، تعد مؤشرات القياس الرئيسة (KPI) مهمة في الشركات، حيث تعد من أفضل الأدوات التي تعين الشركات على تحقيق أهدافها.
كما تعد KPI أداة معروفة وشهيرة جدًا، نظرًا للفوائد التي تقدمها، ولكن لا ننسى كيفية استخدامها وتحليل نتائجها واختيار النوع المناسب.