تاريخ السيارات الكهربائية منذ 1830 حتى اليوم
إن التعرف على تاريخ السيارات الكهربائية منذ 1830 حتى اليوم يمكنه معاونتك على الاطلاع على التطورات التي تم إدخالها على تلك السيارات، والتعرف على الموديلات والأنواع والمزايا والعيوب التي تتضمنها.
وعبر منصة تقني بلس TiqnyPlus سنتطرق إلى أبرز ما ورد بخصوص أنواع السيارات الكهربائية المختلفة وتاريخها منذ ظهورها أول مرة.
تاريخ السيارات الكهربائية وبداية ظهورها

في حال أن كنت تملك أيٍ من السيارات الكهربائية فمن المهم التعرف على تاريخها للتعرف على المعلومات الهامة الخاصة بها وما مرت به على مدار السنوات السابقة.
ومن هنا نشير إلى أنه في الفترة ما بين عام 1830 إلى عام 1839 قام المخترع الاسكتلندي ـ روبرت أندرسون باختراع السيارة الآلية أو ما أطلق عليها حينها اسم العربة الآلية.
وفي تلك المرحلة كان يعتمد على استخدام بطارية التي تعمل بالنفط الخام لإنتاج الكهرباء، ولكنه واجه مشكلة وهي التخلص منها نظرًا إلى نفاذ الشحن، مع العلم أنها كانت تعمل بشحنة واحدة فقط ولم تكن قابلة إلى الشحن مرة أخرى.
حيث كانت تسير بسرعة تصل إلى 12 كيلو متر في الساعة الواحدة، وعلى الرغم من ذلك فقد كانت السيارة الكهربائية الأولى في العالم، ومع مرور الوقت تم إدخال العديد من التطويرات والتعديلات على فكرة السيارة ككل.
ثم بحلول عام 1842 قام المخترعان ـ Thomas Davenport، وRobert Davidson باختراع سيارة كهربائية جديدة مرة أخرى.
ولكن سيارة توماس دافينبورت ووسكوتسمان روبرت كانت الأكثر كفاءة ونجاحًا في مقابل السيارة القديمة التي تم ابتكارها في الفترة ما بين عام 1830 إلى عام 1839.
فعلى الرغم من أن تلك السيارة الحديثة كانت معتمدة على استخدام البطاريات الكهربائية الغير قابلة لإعادة الشحن كما الحال في السيارة القديمة، ولكنها كانت قادرة على السير لمسافات أطول من السابقة لها.
بعد ذلك، وبحلول الفترة ما بين عام 1881 إلى عام 1900 تم إدخال المزيد من التعديلات على تلك السيارات الكهربائية.
وذلك، حين تمكن المخترع الفرنسي ـ غوستاف تروفي من ابتكار السيارة الكهربائية خاصته، والتي كانت تعتمد على بطاريات الرصاص الحمضية، التي تتيح لك إمكانية إعادة شحنها.
كما تجدر الإشارة إلى أنه اعتمد في تلك المرة على اختراع الفيزيائي الفرنسي ـ جاستون بلانت، الذي قام باختراع البطاريات بالتزامن مع عام 1859 وهو ما جعل ميزة إعادة الشحن لبطاريات السيارات الكهربائية متاحة.
ومن ثم، فقد حرص المخترع الفرنسي جاستون بلانت على ابتكار تلك السيارة بمميزاتها الجديدة.
حيث كانت تشتمل على 3 عجلات ومحركين؛ وبالتالي فقد صارت قادرة على السير بصورة أفضل، حتى أنها باتت قادرة على قطع مسافة تتراوح بين 14 إلى 26 كم في الشحنة الواحدة.
اقرأ أيضًا – كيف تجهز سيارتك الكهربائية لفصل الشتاء؟
تطور السيارات الكهربائية على مر التاريخ

في عام 1899 قامت شركة بورش للسيارات بإطلاق السيارة الكهربائية خاصتها، والتي حملت اسم ايجر لونر P1، وقد كانت تعتمد تلك التحفة الفنية على بطارية يمكنها توليد قوة تتراوح بين 3 إلى 5 حصان.
كما بلغت سرعتها حوالي 35 كم، وقد كان وزنها يعادل 130 كغ؛ وعليه فقد باتت شركة بورش هي الشركة الأولى على مستوى العالم التي يُنسب لها اختراع السيارات الكهربائية.
وبعد ذلك استطاعت الشركة الدولية لنقل المحركات الكهربائية التابعة إلى بلجيكا صناعة أول مركبة برية كهربائية.
مع العلم، أنها كانت تملك القدرة على السير لمسافة تعادل 100 كم، ومع مرور الوقت حصلت على اسم La Jamais Contente.
والجدير بالذكر أن تلك السيارة كانت تمتاز بالهيكل الميتن والبطاريات ذات السبائك الخفيفة، التي تميل إلى شكل التوربيد من حيث المظهر.
انتشار المركبات الكهربائية في العالم

لا يزال الحديث عن تاريخ السيارات الكهربائية منذ 1830 حتى اليوم مستمرًا، وبالعودة إلى الفترة ما بين عام 1880 إلى عام 1914، نجد أن تلك السيارات في مقابل السيارات البخارية والسيارات الأخرى التي تعتمد على الوقود.
الفضل في انتشار تلك السيارات كان المزايا التي تتضمنها، ومنها أنها صديقة للبيئة ولا تتطلب الخضوع إلى الكثير من عمليات الصيانة الدورية، إلى جانب السرعة التي تميزها في الاستخدام.
وهذه المميزات من الأشياء التي تفتقر إليها الأنواع الأخرى من السيارات الكهربائية التي انتشرت آنذاك.
فضلًا عن كونها هادئة ومريحة عند الاستخدام؛ وهو ما منحها المزيد من الشعبية لدى جمهور المستخدمين، سواء في المناطق التي ظهرت بها أو في المناطق المجاورة لها؛ وهو ما ساهم في انتشارها بسهولة ويسر.
لكن بحلول الفترة ما بين عام 1914 و1970، ظهرت حقول النفط الجديدة في مختلف المناطق حول العالم.
وهو ما ترتب عليه انخفاض سعر الوقود؛ وبالتالي فقد بات متاحًا بأسعار لا بأس بها؛ وهو ما زاد من فكرة التوجه إلى صناعة سيارات تعتمد على الوقود بدلًا من الاعتماد على السيارات الكهربائية.
ونظرًا إلى ارتفاع تكلفة السيارات الكهربائية؛ فقد كانت السيارات التقليدية في الوقت الحالي هي الخيار الأمثل لتوفير التكلفة المالية، ولكن هذا لا يعني أنه تم التوقف عن الترويج إلى تلك السيارات الصديقة للبيئة.
ما جعل هناك العديد من الفرص لزيادة الطلب عليها مرة أخرى، حتى أنه في عام 1966 قامت شركة جنرال موتورز بإطلاق سيارتها الكهربائية النموذجية التي كانت تحمل اسم الكتروفير، بالاعتماد على طراز كورفير.
حيث تم إطلاقها في العقد الستين من القرن الماضي، وقد كانت تعمل باستخدام حزمة بطارية تشتمل على الفضة والزنك.
وهو ما أتاح لها فرصة الحصول على ما يعادل 532 فولت تقريبًا؛ وعلى الرغم من ذلك فلم تحقق تلك السيارة النجاح الباهر كما كان متوقعًا منها.
اقرأ أيضًا – كيفية عمل محرك السيارة الكهربائية وما هي أنواعه؟
ازدهار السيارات الصديقة للبيئة مجددًا

نظرًا إلى اليأس الذي أصاب مخترعي سيارة الكتروفير النموذجية، فقد تم الإبطاء في استكمال عملية الابتكار في تلك السيارات الكهربائية.
ولكن في الفترة ما بين عام 1970 إلى عام 1996 ظهرت العديد من العوامل التي ساهمت في إحياء ثورة السيارات الكهربائية مجددًا.
ثم بحلول فترة السبعينات من القرن الماضي بدأت موارد النفط العالمية تتضاءل مرة أخرى، حتى أن البترول قد بلغ مستوى أعلى من حيث التكلفة المالية وتحديدًا في عام 1973.
وهو ما نتج عنه إعادة التوجه إلى صنع وابتكار السيارات الكهربائية مرة أخرى والتطوير فيها.
ثم فيما بعد، أعلنت وكالة ناسا عن ابتكارها إلى مركبة جديدة، وقد كانت تصفها بأنها أول مركبة مأهولة يمكنها التحرك على سطح القمر.
وعلى الرغم من عودة الاهتمام بهذا النوع من المركبات مجددًا، ولكن الخبر الذي أطلقته ناسا لم يُحدث الوقع المطلوب على آذان المستخدمين في الأسواق العالمية.
حيث كانت تلك السيارات تمتاز بالمدى والأداء المحدود، وفي المقابل كانت باهظة السعر، وفي الوقت ذاته كانت العديد من الشركات تسعى إلى إنتاج المزيد من تلك السيارات والتغلب على القيود.
لكنها كانت تهدف في تلك الفترة إلى توفير بطاريات بجودة أعلى على أن يكون بإمكانها المنافسة في السرعة ونطاق السيارات التي تعتمد على الوقود.
وبحلول عام 1996 قامت جنرال موتورز بتطوير السيارة الأولى التابعة لها والتي تعرف باسم EV1.
مع العلم، أن تلك السيارة هي أول سيارة كهربائية كبيرة تنتمي إلى العصر الحديث، والتي كانت تعود إلى علامة تجارية مشهورة في عالم السيارات.
حيث كان الهيكل الخاص بها يظهر على شكل الكوبية الذي يحتوي على مقعدين، وقد كان الخيار الأنسب لتوفير مساحة للبطاريات الكبيرة.
كما كانت السبب في معاونة المحرك على إنتاج مقدار أكبر من القوة، بمعدل يصل إلى 137 حصان، فيما بلغت السرعة القصوى حوالي 129 كيلومتر في الساعة.
اقرأ أيضًا – المصطلحات التقنية في السيارات الكهربائية
تطور السيارات الكهربائية في الألفينات

في إطار الحديث عن تاريخ السيارات الكهربائية شهد عام 2003 تأسيس شركة تسلا الرائدة في عالم صناعة السيارات، وقد كان هذا الأمر بمثابة بداية تطور جديد ومبهر فيما يتعلق بصناعة السيارات الكهربائية على وجه التحديد.
فبحلول عام 2008 حصلت تلك الشركة على لقب أكبر الشركات الرائدة في مجال صناعة السيارات الكهربائية المتطورة والمتقدمة.
ومن هنا، نشير إلى أن سيارة تسلا رودستر كانت أول سيارة كهربائية في العالم تعتمد على بطاريات من الليثيوم أيون.
كما كانت الوحيدة التي بإمكانها قطع مسافة تصل إلى 320 كم في الشحنة الواحدة، والتي شكلت فارقًا في تاريخ السيارات الكهربائية.
ليس ذلك وحسب بل وتمكنت من تحقيق أقصى سرعة بمقدار 200 كم/ ساعة، وعقب مرور عامين لحقت بها شركة نيسان حين أطلقت السيارة الكهربائية الأولى التي يمكنها أن تسير دون ظهور أي انبعاثات أو عوادم.
حيث حملت تلك السيارة اسم نيسان ليف، وقد تم تجهيزها ببطاريات من الليثيوم أيون 24 كيلو وات في الساعة، وقد بلغت السرعة القصوى لها حوالي 150 كم/ ساعة.
ثم فيما بعد، لحقت بتلك الشركات مؤسسة شيفروليه الشهيرة، وذلك حين أطلقت سيارة بولت الكهربائية بالكامل.
والتي تتضمن بطارية من الليثيوم أيون، وقد كانت القدرة الإجمالية التي تصل إليها 60 كيلو وات.
وبالنسبة إلى السرعة القصوى فقد وصلت إلى 145 كيلو متر في الساعة، بينما كان مدى قيادة السيارة يتجاوز اـ 200 ميل في الشحنة الواحدة.
ثم مع مرور الوقت والمزايا العديدة التي تمت إضافتها إلى تلك السيارات، بات الطلب عليها متزايدًا، وتم ابتكار العديد من الماركات والأنواع التي يمكنها أن تلبي احتياجات مختلف الأذواق في الوقت الحاضر.
اقرأ أيضًا – هل السيارة الكهربائية صديقة للبيئة بالفعل؟
إلى هنا نكون قد انتهينا من التعرف على تاريخ السيارات الكهربائية منذ 1830 حتى اليوم، وكذلك أشرنا إلى الكثير من التفاصيل حولها؛ لكي تعم الفائدة على الجميع.