اقتصاد وأعمال

دليلك الشامل نحو التسويق الفيروسي وتأثيره النوعي على علامتك التجارية ونسبة مبيعاتك

أحيانًا قد تشتري منتجًا ما بعدما سمعت لأحد أصدقائك ينصحك به، وأيضًا قد يشتري صديقك منتجًا جربته بنفسك ونصحته بشرائه، ولكن، هل تعلم أن ذلك يعني انتشار المنتج بشكل فيروسي؟

إن الانتشار الفيروسي يعني أن ينتشر شيئًا ما من شخص لآخر، كعدوى فيروس الذي يسبب إحدى الأمراض – عافانا الله وإياكم.

ولكن ما معنى التسويق الفيروسي؟

وهل هو مفيد للشركات؟

وكيف يمكن لهذه الشركات أن تسوق منتجاتها بهذا الأسلوب؟

هذا ما سنتحدث عنه في مقالنا اليوم على منصة تقني بلس TiqnyPlus، فتابع معنا.

ما المقصود بالتسويق الفيروسي؟

دليلك الشامل نحو التسويق الفيروسي وتأثيره النوعي على علامتك التجارية ونسبة مبيعاتك

يقصد بالتسويق الفيروسي Viral Marketing بأنه أحد الأساليب المتبعة في العمليات التسويقية.

وهو أسلوب يستغل المحتوى الذي ينتشر بشكل فيروسي ليحقق الهدف الأساسي، وهو الترويج لمنتج أو لخدمة ما.

ويتم التسويق الفيروسي عبر إنشاء حملات تسويقية، ونشر هذه الحملات من شخص لآخر بشكل فيروسي.

ويتم الاعتماد على أسلوب التسويق الفيروسي في حال أرادت شركة ما زيادة الوعي بعلامتها التجارية بين عملائها بأسرع ما يمكن.

تساعد مواقع التواصل الاجتماعي على إنشاء التسويق الفيروسي، حيث تعتمد الشركات عادةً على إنشاء ونشر محتوى لينتشر بين رواد هذه المواقع عبر التريندات من شخص لآخر.

لذلك، تعد هذه المواقع أفضل وسيلة لإنشاء محتوى فيروسي ينتشر بسرعة كبيرة بين الناس.

في الحقيقة، يعد أسلوب التسويق الفيروسي من أفضل أساليب التسويق الإلكتروني.

فإذا ما نجحت إحدى الشركات في نشر حملات تسويقية تنتشر بشكل فيروسي بين عملائها، فإنها ستمتلك قوة سوقية كبيرة، تستطيع بها المنافسة والتفوق على منافسيها في نشر منتجاتها بين العملاء وزيادة الوعي بعلامتها التجارية.

وذلك، بجهد ووقت أقل من الأساليب التسويقية الأخرى، خاصةً وأن التسويق الفيروسي يمتلك العديد من الميزات التي تجعله واحدًا من أفضل الأساليب التسويقية، وهي:

  • سرعة الانتشار مقابل تكلفة أقل:

من أكثر ما يميز التسويق الفيروسي عن غيره في أن الناس هم من سيروجون لمنتجاتك دون أن تدفع لهم.

فمثلًا، لو نجحت في نشر محتوى يجذب الناس عبر مواقع التواصل الاجتماعي وفي نفس الوقت تسوق فيه لعلامتك التجارية، فإن الناس هم من سينشرون هذا المحتوى.

وبالتالي يتم تسويق علامتك التجارية من فرد لآخر دون أن تحتاج لأي جهد آخر سوى صنع المحتوى.

أما بالنسبة إلى ميزة التكلفة الأقل، فكون المستخدمين هم من سيروجون للمحتوى الذي نشرته، فأنت بذلك وفرت تكاليف الإعلانات التي تنشرها في أماكن متفرقة أخرى.

لأن المحتوى سينتشر وحده وسيصل إلى كل مكان ترغبه دون تدخلٍ منك.

ومن جانبٍ آخر، فإن المحتوى الذي ينشره الناس لن يسبب لهم أي إزعاج، على عكس الحملات التسويقية الأخرى، فعادةً ما تسبب الإعلانات الترويجية إزعاجٍ لعملائك في كل مرة يظهر لهم.

  • تحقيق مبيعات أكبر:

عندما تنشر محتوىً يحبه الناس وتروج فيه عن علامتك التجارية، فهذا سيسبب لك المزيد من المتابعين الذي ستشعل فيهم الفضول بمجرد مشاهدة محتواك.

حيث عادةً ما يبحث الناس عن مصدر المحتوى لمتابعته، وبمجرد زيادة عدد المتابعين، فبإمكانك تحويلهم إلى عملاء في المستقبل.

  • زيادة الوعي بالعلامة التجارية:

عندما ينتشر المحتوى الذي صنعته بين جمهورك بشكل واسع، فلا بد أن محتواك قد أثار إعجابهم وشدّ انتباههم، وسيُربط المحتوى بعلامتك التجارية في أذهانهم، ولا شك أن علامتك ومنتجاتك في هذه الحالة قد حُفظت بذاكرتهم لفترة طويلة.

خاصةً، لو استمريت بنشر محتوى مثير لإعجاب جمهورك.

لذلك، يعد التسويق الفيروسي مفيدًا أكثر من باقي وسائل التسويق الإلكتروني، فهو سيشد انتباه الناس ويثير إعجابهم، وسيخلد علامتك التجارية ومنتجاتك بذاكرتهم بطريقة رائعة.

خاصةً، أنك ستصل إلى أفراد لم يسمعوا بك من قبل، وهذا بالضبط ما يزيد من وعي علامتك التجارية بين جمهورك. وما يثير حقًا للعمل على هذا الأسلوب التسويقي أن محتوىً واحدًا قد يكون كفيلًا لصنع شهرةً واسعة المدى.

ولكن، السؤال الذي تسأله في نفسك الآن أعرفه وهو “كيف أصنع محتوىً ينتشر انتشارًا فيروسيًا؟” هذا ما سأخبرك به في الفقرة التالية.

اقرأ أيضًا – الجيل Z.. كيف يغير استخدام التطبيقات والتسويق الرقمي في المستقبل؟

كيف يصبح المحتوى فيروسيًا؟

كيف يصبح المحتوى فيروسيًا؟

يبقى هذا السؤال محيرًا لدى المسوقين والأفراد المتخصصين في صناعة المحتوى، فيظلون باحثين عن عوامل محددة وسمات معينة في المحتوى لينتشر انتشارًا فيروسيًا.

سأخبرك بالعوامل التي يُفضل أن تركز عليها ليصبح محتواك أكثر عرضةً للانتشار الفيروسي:

  • المحتوى النصي:

في الحقيقة، لا يمكن أن أعطيك عوامل محددة يمكن الاعتماد عليها بشكل دائم لينتشر المحتوى بشكل فيروسي، فليس هناك ما يؤكد بنسبة ١٠٠% بأن محتواك سينتشر بهذا الشكل،ولكن، هناك بعض العوامل التي من المهم أن تركز عليها.

والجدير بالذكر، أن هناك دراسة تم إجراءها من موقع backlinko في هذا الموضوع.

والدراسة شملت أكثر من ٩٠٠ مليون تدوينة لاكتشاف العوامل التي تساعد على انتشار المحتوى فيروسيًا، وما تم اكتشافه من عوامل مشتركة بين هذه التدوينات هو:

أ. نوع المحتوى:

وجدت الدراسة أن لنوع المحتوى تأثير على نسبة مشاركته بين الناس.

فمثلًا، يحصل المحتوى الذي يحتوي على قوائم على ٢٥٠ مشاركة بالمتوسط، مثل: 5 عوامل تساعد محتواك على الانتشار الفيروسي.

في حين أن المحتوى التعليمي الذي يبدأ عنوانه بسؤال “لماذا” عادةً يحصل على ٢٠٠ مشاركة، مثل: لماذا من المهم أن تحصل على محتوى فيروسي؟

أما المحتوى التعليمي الذي يبدأ عنوانه بسؤال “كيف” يحصل على ٨٠ مشاركة متوسطًا، مثل “كيف تحصل على محتوى فيروسي يزيد الوعي لعلامتك التجارية؟”

ب. طول المحتوى:

وما تم اكتشافه في الدراسة المذكورة، أن طول المحتوى يؤثر أيضًا في مدى انتشاره.

حيث وجدت الدراسة أن المحتوى الذي يتراوح طوله من ١٠٠٠ إلى ٢٠٠٠ كلمة، يتم انتشاره أكثر من المحتوى الأقصر.

كما أفادت الدراسة أن المحتوى ذي العنوان الطويل “أكثر من ١٤ كلمة” هو المحتوى الذي يحصد عدد مشاركات أكبر، وهو الأكثر عرضةً للانتشار الفيروسي.

ج. توقيت النشر:

في الحقيقة ليس هناك تأثير كبير لتوقيت النشر على انتشار المحتوى، ولكن الدراسة السابقة وجدت أن المحتوى تزيد عدد مشاركاته في يوم الأحد بنسبة 1%.

ويرجع السبب في ذلك إلى إن يوم الأحد هو يوم عطلة عند معظم دول العالم، ولكن بالنسبة إلى الوطن العربي فإن يوم الجمعة هو يوم العطلة.

اقرأ أيضًا – دليلك لـ فهم الاقتصاد: كيف ولماذا نقسم الاقتصاد

  • المحتوى المرئي:

إن كان محتواك مرئيًا، فالعوامل التي تحدد انتشاره مختلفة عن عوامل انتشار المحتوى المكتوب، وهذا طبيعي بسبب اختلاف نوع المحتوى، ومن أكثر العوامل المؤثرة في انتشار الفيديو هي:

أ. طول الفيديو:

ويختلف طول الفيديو الأنسب بحسب المنصة المنشور عليها، فمثلًا على منصة تويتر يكون طول الفيديو الأنسب لانتشاره فيروسيًا ٣٠ ثانية فقط.

أما في منصتي فيسبوك ويوتيوب، فإن الفيديو الذي يحصل على النصيب الأكبر من الانتشار تكون متوسط مدته دقيقتين. في حين أن منصة الانستغرام يتم التفاعل فيها أكثر على الفيديوهات ذي مدة ٢٦ ثانية.

ب. الصوت:

يعد من أهم العوامل التي تساعد في انتشار مقاطع الفيديو في منصات التواصل الاجتماعي، ولا سيّما منصتي الفيسبوك وتويتر، اللتين تمنحان خاصية تشغيل الصوت في الفيديو أو إيقافه.

فالجمهور غالبًا ما يفضلون مشاهدة مقاطع الفيديو بصوت منخفض أو دون صوت، لذلك تحصل هذه الفيديوهات على انتشار واسع أكثر من غيرها.

ج. المؤثرات البصرية:

بالتأكيد للمؤثرات الصوتية تأثير في إثارة انتباه المشاهد، فالفيديو الذي يحتوي على مؤثرات بصرية ذات جودة عالية سيشد انتباه الناس أكثر من الفيديو ذات المؤثرات البصرية بجودة منخفضة.

د. التفاعل:

يساعدك التفاعل مع تعليقات المشاهدين على زيادة انتشار الفيديو أو الصور أكثر، وأخص منصة تويتر في هذا الجانب.

ه. المقدمة:

غالبًا ما تكون الفيديوهات الأكثر انتشارًا تتضمن مقدمة قبل الدخول بالموضوع الرئيسي، حيث إن 42% من الفيديوهات الأكثر انتشارًا ومشاهدةً تتضمن مقدمةً من 3 ثوانٍ تقريبًا.

اقرأ أيضًا – تطبيقات هرم ماسلو في مجال الإدارة والأعمال

كيف يمكنني إنشاء حملة تسويقية فيروسية؟

كيف يمكنني إنشاء حملة تسويقية فيروسية؟

هناك الكثير من النقاط التي يجب تراعيها عندما تسعى إلى إنشاء حملة تسويقية فيروسية، وسأشرح لك هذه النقاط بالخطوات التالية:

  • حدد هدفك التسويقي:

صحيح أن التسويق الفيروسي يوفر عليك الكثير من الوقت والجهد، إلا إن ذلك لا يجب أن تفكر به كأولويات لتحقيقها في حملتك التسويقية، بل يجب أن تفكر بهدف لتصل إليه عبر هذه الحملة.

لذا، وقبل كل شيء، يجب أت تطرح على نفسك هذا السؤال: ما هو الهدف الذي أريد أن أصل إليه في هذه الحملة؟

يوجد الكثير من الأهداف التسويقية التي من المهم أن تفكر في تحقيقها.

فمثلًا، لو كنت تحتاج إلى زيادة الوعي بعلامتك التجارية، فهذا من الأهداف الأساسية التي يجب أن تفكر في تحقيقها، أو إنك تعاني من مبيعات منخفضة، فالهدف الأساسي في هذه الحالة زيادة نسبة المبيعات.

التسويق الفيروسي مفيد للغاية في انتشاره بسرعة عالية، لذلك النتائج التي ستحققها منه ستكون سريعة.

  • حدد جمهورك:

دائمًا ما تكون هذه الخطوة أساسية عند إعداد حملة تسويقية مهما كان نوعها.

ستقول لي أن التسويق الفيروسي ينتشر على نطاق واسع جدًا وهذا بالتأكيد سيشمل الشريحة المستهدفة.

نعم، كلامك صحيح، ولكن عندما تكون الشريحة المهتم باستهدافها مثلًا من فئة النساء، فهناك فرق بين أن يكون محتواك مناسب لفئة النساء وبين كونه مناسبًا لفئة الشباب.

ففي حال كان محتواك مناسبًا لفئة النساء وجمهورك هم هذه الفئة، فإن محتواك يبقى مناسبًا حتى لو لم ينتشر فيروسيًا.

ومن المهم أيضًا أن تراعي خصوصية شريحتك المستهدفة، وحاول أن تعرف ما يجذبهم، وما هي المشاكل التي يعانون منها واعرض حلولك لهم عبر حملتك.

  • اصنع موضوعًا يلائم حملتك التسويقية:

من المهم أن يكون موضوع المحتوى مناسبًا لحملتك التسويقية، ومن المهم أن يكون الموضوع يرتكز على أساس اهتمام عملائك المستهدفين بشكل خاص.

ولكن هذا لا يعني ألا تهتم باهتمامات الناس عامةً، لأنهم هم من سينشرون محتواك إن أعجبهم، لذلك عليك البحث في المواضيع التي يهتم بها الناس حاليًا.

  • أنشئ محتوى فيروسي:

غالبًا ما يكون محتوى التسويق الفيروسي جديدًا على شبكات التواصل، وهذا هو سبب فشل أغلب حملات التسويق الفيروسية، لذلك، أنصحك بأن تواكب موجات اليوم وتنشر محتواك عليها.

ولا تعتقد أني قتلت إبداعك، على العكس تمامًا، فالإبداع لا يموت أينما ذهبت، بل يتطلب منك الإبداع والابتكار في كل خطوة تقوم بها، وما أقصده هو أن تتناول المواضيع الرائجة بأسلوب مبتكر غير مستنسخ أو مقلّد.

وأريد تنويهك إلى أن سبب انتشار المحتوى فيروسيًا يكون لكون المحتوى لامس مشاعر الناس بما يكفي لدفعهم نحو مشاركته بين بعضهم، أو أنه يهتم بمشاكلهم وتفكيرهم.

لذلك، حاول أن تنشئ محتوىً يسبب تدفقًا للمشاعر الإيجابية لدى الناس.

اقرأ أيضًا – ما المقصود بمصطلح تطوير الأعمال؟ وكيف تضع استراتيجية للنجاح به

في الختام، يعد التسويق الفيروسي من أفضل أساليب التسويق، ولكن يجب أن تبدع في إنشاء محتوى يجذب الناس، وإذا ما نجحت فيه، فستلاقي نتائج ممتازة جدًا وسريعة تنقل من مستوى شركتك نقلةً نوعيةً للأفضل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى