أنواع الفاقد السبع في التصنيع الرشيق – برنامج Lean Manufacturing
هل سمعت عن نظرية الفاقد السبع في التصنيع الرشيق من قبل؟
هل تعلم ما أثر اتباع هذه النظرية على التقليل من الهدر من خلال تفادي العيوب والأخطاء؟
تسعى الشركات دائمًا إلى التوفير في عملياتها والتخلص من الهدر المضر في التصنيع، وغالبًا لا تصل الشركات إلى نسبة توفير مرضية لهم، إلى أن نجحت إحدى الشركات العالمية الكبيرة في تحقيق توفير مُرضٍ.
بحيث أصبحت هذه الشركة تصنع منتجاتها دون أي هدر، وقد كانت هذه الشركة هي “تويويتا” التي ابتكرت فلسفةً للتصنيع الخالي من الهدر.
وقد ركزت هذه الشركة على كل جزء يؤثر في زيادة الهدر في عمليات التصنيع، واكتشفت أن هناك سبعة أنواع من الفواقد، لذلك هيا بنا نتعرف على أنواع الفاقد السبع في عملية التصنيع الرشيق من خلال مقالنا هذا على منصة تقني بلس TiqnyPlus.
تشمل أنواع الفاقد السبع في التصنيع الرشيق المبالغة في الإنتاج، والمخزون، والحركة، والعيوب، والمبالغة في المعالجة، والانتظار، والنقل.
ما هو التصنيع الرشيق؟

التصنيع الرشيق أو التصنيع الخالي من الهدر، وهو منهجية تصنيع تركز على إضافة القيمة إلى المنتج المُصنّع دون إنتاج أي مواد تُهدر ويُلقى بها إلى القمامة.
لذلك، يعد التصنيع الرشيق منهجية إدارية في الإنتاج تهدف إلى تحسين التصنيع وتقليل الهدر وإضافة قيمة إضافية للمنتج.
ولا يركز التصنيع الرشيق على تقليل الهدر وحسب، بل إنه يتمحور أيضًا حول كل عملية أو نشاط إضافي لا يضيف قيمة للمنتج، وتعد هذه الأنشطة زائدة على سلاسل التوريد دون إضافة قيمة.
ويسعى التصنيع الخالي من الهدر إلى تقليل كمية المنتجات في المخازن، ورفع جودة المنتج، وتحسين الموارد البشرية.
ظهرت هذه المنهجية في التسعينيات، وكان أول ظهور لها في شركة تويوتا اليابانية، وكانت الشركة تسعى وقتها إلى تقليل النفايات والتركيز على إضافة قيمة أكبر لعملائها، ونجحت بالفعل في ذلك وحققت كفاءة عالية في إنتاجها.
وبعدها انتشرت هذه المنهجية في أغلب القطاعات الاقتصادية والصناعية، وقد كان لمجال السيارات النصيب الأكبر من الاستفادة بهذه المنهجية.
ولكن السؤال الأهم هنا: ما هي الأمور التي تسبب الهدر أو إنتاج القمامة؟
سنتحدث في الفقرة التالية عن أنواع الفاقد السبع في عملية التصنيع الرشيق.
اقرأ أيضًا – أهم 6 أدوات يجب أن تستغلها لإدارة المشاريع عبر الإنترنت
أنواع الفاقد السبع في التصنيع الرشيق
يركز التصنيع الرشيق على الابتعاد عن كل عملية أو نشاط يؤدي إلى هدرٍ في التصنيع والإنتاج، وعند معرفة هذه العمليات والابتعاد عنها، فإن الإنتاج تزداد كفاءته، ويتم تقليل الخسائر في المواد، وتحقيق أعلى معايير الجودة.
وفيما يلي الأنواع السبع للفاقد في عمليات التصنيع الرشيق:
- المبالغة في الإنتاج:
يعد الإفراط في الإنتاج أحد أكثر الفاقد خطورةً، فعندما تبالغ الشركة في إنتاج المنتجات، فإن ذلك يؤدي إلى فواقد أخرى، كما أن المخازن فيها ستكون ممتلئة دائمًا، وتصبح المنتجات متكدّسة ولا حاجة لها، وهذا يعني تكاليف إضافية أكبر.
أو قد تضطر الشركة إلى تأمين مخازن إضافية، وهذا ما يزيد عبء التكاليف عليها دون الاستفادة بكامل منتجاتها المُخزنة.
وإن تحدثنا عن الآثار البيئية فالحديث يطول، حيث إن تخزين المنتجات لفترات طويلة من الزمن يؤدي إلى إفسادها، وهذا يعني إنتاج قمامة والتسبب بالمزيد من الأضرار البيئية، وإذا ما كان المنتج يحتوي على مواد سامة أو خطيرة.
فإن ذلك يسبب انبعاثات لغازات سامة تضر بالبيئة أكثر، عدا عن التكاليف الإضافية لتنظيف المخازن وترحيل القمامة، وتعرض البشر إلى المخاطر.
- المخزون:
تتعلق الفواقد الناتجة عن المخزون بالنفايات التي يسببها، فالمخزون بشكل طبيعي سينتج نفايات، كما إن نقل المنتجات يسبب تكاليف ونفايات إضافية، غير الحاويات المستخدمة للنقل وحفظه.
إضافةً إلى تكاليف المرافق اللازمة للمخازن لإبقاء المنتجات فيها دون أن تفسد، مثل استخدام أدوات التبريد أو التسخين.
اقرأ أيضًا – ما هي شركات (B2B)؟ وما هو الفرق بينها وبين شركات (B2C)؟
- الحركة:
تؤثر النشاطات على الهدر والتوفير، فهناك نشاطات تتطلب تحركات عديدة، ولكن إن لم يتم تقليل الحركة أو تقليل مسارها على الأقل، فإن الهدر سيبقى متواصلًا، ويمكن أن تشمل الحركة أي شيء يحتاج لتحريك.
مثل نقل المنتجات إلى المخازن، وتكون الحركة تسبب هدرًا في حال كانت مسافة النقل كبيرة.
ويتمثل الهدر الذي تسببه الحركة في زيادة رأس المال أو تكاليف النقل، أو زيادة الوقت في تنفيذ المهام، مما يعني زيادة في تكاليف الإنتاج والتخزين.
- العيوب:
وهو من أكثر الفواقد التي تسبب الهدر في الشركات والمصانع في عملية التصنيع الرشيق، وتتمثل العيوب في الخلل الذي يوجد في المنتج لأسباب عديدة، وعندما يحوي المنتج على عيب.
فإن لذلك تداعيات وإجراءات تسبب المزيد من هدر المواد، حيث يتطلب ذلك أعمالًا ورقية ومعالجة بشرية، هذا غير خسارة العملاء.
كما أن الكثير من المنتجات يتم رميها في القمامة في حال كانت تعاني من خلل ما، وما يجدر ذكره أيضًا أن هذه المنتجات تسبب هدرًا على مستويات أخرى قد تكون سببت الخلل في البداية.
وتسبب المنتجات التي تعاني من خلل المزيد من الأضرار والأعباء على البيئة، لأنها غالبًا ما ينتهي المطاف بها إلى مصانع إعادة التدوير.
الحل هو التركيز على نظام الإنتاج ليكون أكثر كفاءةً، والتركيز على الأخطاء والبحث عن الثغرات التي تسبب هذا الخلل لحلها.
- المبالغة في المعالجة:
لا أحد ينكر أهمية المعالجة في التصنيع، ولكن في بعض الأحيان تؤدي عملية المعالجة إلى الهدر في حال كانت غير ضرورية، أو أنها لا تضيف قيمة للمنتج، فمثلًا لو تم إضافة ميزات لا حاجة لها للمنتج هدرًا حقيقيًا.
ويمكن القول أن المبالغة في المعالجة تكون عند إضافة قيمة أكثر مما يحتاجه العملاء، وهذا يسبب تكاليف إضافية لا فائدة منها، وهدرًا للوقت وللموارد، والتسبب في زيادة كميات القمامة التي تسبب المزيد من التلوث.
لذلك، يشير التصنيع الرشيق إلى تبسيط المنتج في تصنيعه، بحيث يعطي قيمة حقيقة للعميل كما يريدها.
اقرأ أيضًا – ما هو تعريف الخدمات اللوجستية؟ وما هي أنواعها وأهميتها؟
- الانتظار:
يتمثل الفاقد السادس من الفواقد السبع للتصنيع الرشيق إلى الانتظار وضياع الوقت، وغالبًا ما يحدث ذلك عندما يكون الإنتاج بطيئًا، أو أن أحد مراحل الإنتاج بطيئة أكثر من المرحلة التالية.
لذلك في هذه الحالة يجب تنسيق العمل لتقليل وقت الانتظار وضياعه، خاصةً أن ذلك قد يؤثر في المواد والتسبب في مشاكل عديدة.
- النقل:
على الرغم من إن النقل هو عملية لا مفر منها، ولكن في الحقيقة هذه العملية لا تضيف أي قيمة للمنتجات، وتضيف هذه العمليات تكاليف إضافية، بالإضافة إلى إهدار الوقت، لذلك من المهم جدًا أن يتم تقليل مسافة النقل.
وفي الحقيقة إن للنقل تكاليف كبيرة في حال لم يتم دراسته ليكون أكثر كفاءة، لأنه يتطلب مساحات ويد عاملة واستخدام وسائل نقل.
اقرأ أيضًا – ما هو مؤشر الأداء الرئيسي (KPI)؟ key performance indicator
في الختام، إن التصنيع الرشيق أوجد حلولًا لتقليل الهدر، وقد كانت نتائجه فعالة جدًا، وقد كان واضحًا في تحديد أنواع الفاقد السبع التي تسبب هدرًا وضياعًا في الوقت أو الموارد.