اقتصاد وأعمال

شرح نظرية داو في التحليل الفني وأهميتها في سوق التداول

من المهم الاطلاع على شرح نظرية داو في التحليل الفني التي يمكنها معاونتك على التداول بطريقة صحيحة وآمنة، وتحقيق العديد من الأرباح بطريقة مضمونة، والحد من فرص التعرض إلى المخاطر والخسائر.

ما هي نظرية داو في التحليل الفني؟

تعتمد تلك النظرية على تحليل الحد الأقصى والأدنى لتقلبات السوق؛ للمساعدة على الوصول إلى التنبؤات الدقيقة بخصوص اتجاه السوق.

وبالاستناد لما ورد في هذه النظرية فإن أهمية تلك التحركات الصاعدة والهابطة تظهر في موقعها والاطلاع على التلقبات السابقة.

ومن هنا، نشير إلى أن هذه الطريقة من شأنها تعليم المستثمرين طريقة قراءة مخطط التداول، وكذلك يمكنها مساعدة المستثمرين على فهم ما يحدث لأي أداة مالية في أي لحظة بطريقة أفضل وأكثر وضوحًا.

وبالاعتماد على تلك النظرية نجد أن المتداولين الأقل خبرة أو المبتدئين في البورصة يمكنهم تحديد السياق الذي يتم فيه تطور الأداة المالية.

وكذلك، دعمت تلك النظرية الاعتقاد الشائع بين كافة المتداولين والمحللين الفنيين بأن سعر الأصل المالي والعناصر الناتجة عنه من تحركات على الرسم البياني للتداول تشتمل على المعلومات الضرورية والمتاحة بالفعل؛ في سبيل إجراء التنبؤات الدقيقة.

والجدير بالذكر، أن نظرية Dow تُنسب في الأساس إلى تشارلز داو الذي قام بتطوير نظرية داو من خلال تحليل حركة سعر السوق بالتزامن مع أواخر القرن التاسع عشر إلى أن فارق الحياة في عام 1902.

كما كان شريكًا ومحررًا صحفيًا في جريدة وول ستريت جورنال، وله العديد من الآراء بخصوص المضاربة والتداول.

النظريات الست في نظرية داو للتداول

تكمن أهمية نظرية داو في أنها تتيح لك سهولة التعرف على طريقة عامة لقياس مستقبل تحركات أسعار السوق، وذلك بالاعتماد على دراسة تحركات الأسعار الحالية والتاريخية.

وهو ما جعلها تصبح استراتيجية صالحة من قِبل العديد من المتداولين؛ مما جعلها مفيدة إلى الوقت الحالي للتنبؤ بالتغيرات التي تطرأ على الأسواق.

وحتى تتمكن من الاستفادة من النظرية بشكلٍ كاملٍ فهناك العديد من العناصر التي تتضمنها نظرية داو للتداول، والتي يمكنك الاستفادة منها عند التداول، وقد جاءت على النحو التالي:

  • النظرية (1) يقوم السوق بخصم كل شيء:

تفرض تلك النظرية أن السوق يعكس كافة المعلومات المتاحة، وفي تلك الحالة سيكون كل ما يجب معرفته هو مجرد انعكاس بالفعل على الأسواق عبر السعر.

وكذلك، تظهر الأسعار على هيئة مجموعة من الآمال والتوقعات والمخاوف الخاصة بالمشاركين.

لذا، فقد تم تسعير تحركات أسعار الفائدة وتوقعات الإيرادات والأرباح والانتخابات الرئاسية وما إلى ذلك من عناصر في السوق، إلا أن هذا الأمر من شأنه التأثير على الاتجاه القصير المدى، وسيبقى الجانب الآخر دون تأثير.

وفي تلك الأثناء، أشار هاملتون إلى أن السوق يمكنه التفاعل بطريقة سلبية مع الأخبار الجيدة، واستند في ذلك على أن السوق يتطلع عادةً إلى الأمام، وتنعكس الأخبار عليه من حيث السعر.

وهو ما يفسر مفهوم وول ستريت حين تبدأ الشائعات في التصفية يتم التدخل من قِبل المشترين وتقديم الأسعار؛ مما ينعكس على الأخبار بالكامل.

  • النظرية (2) السوق ثلاثي الاتجاهات:

تلك النظرية تشتمل على 3 اتجاهات في دورة حركة الأسهم في أي سوق، ومنها الاتجاه القصير المدى الذي يدوم لمدة تتراوح بين أيام إلى أسابيع، والاتجاه المتوسط الذي يتراوح بين أسابيع وصولًا إلى شهور.

ويوجد أيضًا الاتجاه الطويل المدى الذي يستمر في فترة تبدأ من شهور وقد تصل إلى سنوات، وقد وردت التفاصيل كما الآتي:

  • الاتجاه الطويل الأمد:

هذا النوع هو الأكثر أهمية لتحديد وفهم الاتجاهات بالنسبة إلى المستثمرين، ويُعد الأقل أهمية بالنسبة إلى المُضارب.

ومن هنا، نشير إلى أن الاتجاهات المتوسطة والقصيرة الأجل عادةً ما تشتمل على مكونات فرعية للاتجاه طويل الأجل ومن الصعب فهمها؛ وبالتالي ستواجه مشكلة في الاستفادة منها.

يعد مهم نسبيًا أو بصورة ثانوية بالنسبة إلى المستثمرين، ولكنه الأهم بالنسبة إلى المضارب؛ لأنه في حال أن قام الاتجاه المتوسط المدى بإعادة تتبع الاتجاه ذو المدى الطويل بصورة كبيرة فسيتم وصفه على أنه رد فعل ثانوي أو تصحيح.

ومن المهم تقييم خصائص التفاعل الثانوي بصورة واضحة لتجنب المزج بينه وبين التغيير في الاتجاه ذو المدى الطويل.

  • الاتجاه القصير الأجل:

يعد الأقل من حيث القدرة على التنبؤ به، وفي الوقت ذاته هو الأهم بالنسبة إلى المتداولين على المدى القصير.

وتجدر الإشارة إلى أنه تتكون مصلحة المضارب والمستثمر في الاتجاه ذو المدى القصير عبر الحصول على الأرباح والحد من الخسائر بالاعتماد على توقيت إجراء عمليات الشراء والبيع ضمن الحركات القصيرة الأجل.

  •  النظرية (3) الاتجاهات الأولية سارية المفعول إلى أن يحدث انعكاس واضح:

هذا العنصر يمثل أكثر العناصر إثارة للجدل ضمن نظريات داو للتحليل الفني؛ حيث يعكس السوق كافة المعلومات المتاحة، كما أن كل التفاصيل التي ينبغي الإلمام بها تنعكس في الأساس على الأسواق عبر السعر.

فضلًا عن أن الأسعار يمكنها أن تمثل مجموع الآمال والمخاوف والتوقعات الخاصة بكل المشاركين، وإلى جانب ذلك فقد تم تسعير تحركات أسعار الفائدة وتوقعات الأرباح، وتحديد توقعات الإيرادات وكل العناصر الأخرى في السوق.

والتي يمكنها أن تتفاعل بصورة أسرع مع التغيرات التي تطرأ على الجانب المعنوي؛ مما يؤثر على الاتجاه القصير المدى، دون التأثير على الاتجاه الأساسي.

  • النظرية (4) المراحل الثلاث للاتجاهات الأولية:

تظهر المرحلة الأولى في الاتجاهات الأولية من خلال المستثمرين المطلعين الذين يربحون من مرحلة تُدعى التراكم، أي تلك المرحلة التي تسبق السوق الصاعدة، أو مرحلة التوزيع التي تظهر قبل السوق الهابطة.

ومن ثم، يتم نقل المتداولون إلى مرحلة مشاركة عامة والتي تحصل حينها أكبر حركة للأسعار، ويمر السوق بمرحلة أخرى فائضة تمثل المرحلة الثالثة، والتي تمتاز بالقوة وتظهر في نهاية سوق صاعدة.

والجدير بالذكر، أن السوق الهابط الأساسي يمثل حركة الهبوط الطويلة التي تتخللها بعض الارتفاعات الهامة، والتي ينتج عنها العديد من الاضطرابات الاقتصادية التي لا نهاية لها، وتطرأ خلالها العديد من الخصومات السيئة إلى الأسعار.

كما تشتمل على 3 مراحل أساسية للسوق الهابط، الأولى تتمثل في التخلي عن الآمال التي يتم عن طريقها شراء الأسهم بأسعار متضخمة، والمرحلة الثانية تتمثل في البيع نتيجة إلى انخفاض الأعمال والأرباح.

بينما المرحلة الثالثة فتتمثل في البيع الضيق للأوراق المالية السليمة بعيدًا عن قيمتها، وإلى جانب ذلك فهناك 3 مراحل رئيسية يتضمنتها السوق الصاعدة.

ومنها المرحلة الأولى التي تمثل إحياء الثقة في مستقبل الأعمال، والمرحلة الثانية التي تظهر من خلالها استجابة الأسعار الخاصة بالأسهم إلى التحسن المعروف في أرباح الشركات.

أما عن المرحلة الثالثة والأخيرة فهي التي يتم فيها انتشار المضاربة والتضخم بصورة واضحة.

  • النظرية (5) تأكيد الحجم على الاتجاهات الأساسية:

من المقرر أن يزيد الحجم في اتجاه السوق للتأكيد، كما أن هذا النوع ما هو سوى مؤشر ثانوي، ولكن داو أدرك حينها أنه في حال إن لم يرتفع الحجم في اتجاه السوق فتلك علامة هامة للغاية تشير إلى أن الاتجاه يسير في الطريق الخاطئ.

  • النظرية (6) ضرورة تأكيد الاتجاهات الأساسية لبعضها البعض عبر مؤشرات السوق:

يمثل هذا المبدأ الأخير في نظرية داو في التحليل الفني للتداول، وتشتمل على وجود اتجاهين أساسيين متعارضين فمن الصعب التعايش على تلك المؤشرات في سوقين مختلفين.

وبعبارة أخرى وجد تشارلز إتش داو أنه دائمًا ما يتم التأكيد على الاتجاه الأساسي المكتشف في مؤشر سوق الأسهم عبر اتجاه مشابه في مؤشر سوق آخر.

وبناءً عليه، يتوقف تشارلز إتش داو عن بناء مؤشر USA 30، وقد أطلق البعض على تلك النظرية اسم نظرية داو جونز؛ لأنها تشارك في تطوير مؤشر سوق آخر يُدعى مؤشر Dow Jones Transportation Average.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى